يعد نظام الشركات السعودي الجديد أحد أهم الإصلاحات القانونية في المملكة، حيث تم تحديثه لتوفير بيئة أكثر مرونة وتنافسية لرواد الأعمال والمستثمرين، يشمل النظام الجديد تسهيل إجراءات تأسيس الشركات، وتوفير خيارات قانونية متعددة، مما يعكس التزام حكومة المملكة بتطوير بيئة الأعمال ودعم القطاع الخاص لتحقيق التنمية المستدامة، وبالتالي تمكن المستثمرون المحليين والأجانب من تأسيس شركاتهم في السعودية بسهولة ويسر.
ما هو نظام الشركات الجديد في السعودية ؟
صدر نظام الشركات السعودي الجديد 1443 بموجب مرسوم ملكي رقم (م/132) بتاريخ الأول من ذي الحجة سنة 1443هـ، حيث يعد جزءًا أساسيًا من الإصلاحات المتعددة التي تشهدها المملكة في إطار رؤية 2030، والذي يهدف إلى دعم القطاع الخاص وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية عبر تسهيل إجراءات تأسيس الشركات وتوفير بيئة قانونية مرنة تحفز على الابتكار والنمو.
أهداف نظام الشركات السعودي الجديد
في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، تم تحديث نظام الشركات السعودي ليواكب التغيرات الاقتصادية والتجارية الحديثة، وتعزيز بيئة الأعمال في المملكة، حيث يهدف إلى تسهيل تأسيس الشركات، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وأيضًا تقديم مزايا قانونية ميسرة تدعم نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فضلًا إلى الآتي:
تحديث شامل لنظام الشركات
- تبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتقليل الوقت والجهد اللازمين لذلك، مما يشجع على إنشاء المزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
- تقديم المزيد من المرونة في اختيار شكل الشركة القانوني، مما يتيح للمؤسسين اختيار الشكل المناسب لطبيعة أعمالهم.
- تعزيز حماية حقوق المستثمرين من خلال وضع ضوابط أكثر صرامة على الشركات وتحديد مسؤوليات الإدارة.
تنظيم الشركات العائلية
- وضع ضوابط لحوكمة الشركات العائلية وتعزيز دورها في الاقتصاد الوطني.
- توفير آليات لحل النزاعات داخل الشركات العائلية.
التحول الرقمي
- رقمنة العديد من الإجراءات المرتبطة بالشركات، مما يسهم في تسريع وتسهيل المعاملات.
- تطوير منصة موحدة لتقديم الخدمات للشركات، حتى تسهل على الشركات الوصول إلى الخدمات الحكومية.
أنواع الشركات في النظام السعودي
تتنوع الشركات في المملكة العربية السعودية؛ كي تناسب أنواع الأعمال والمشاريع المختلفة، حيث شهدت تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة لتواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة، ومن أبرزها:
شركات الأشخاص
يرتبط هذا النوع من الشركات بشخصية الشركاء، وهم المسؤولون عن ديون الشركة بمالهم الخاص، ومن أشهر أنواعها:
- شركة التضامن: هي مسؤولية غير محدودة للشركاء عن ديون الشركة، وتتطلب تأسيسها عقدًا كتابيًا.
- شركة التوصية البسيطة: يقصد بها تجمع بين شركاء متضامنين مسؤولين عن ديون الشركة وشركاء ذو مسؤوليات محدودة برأس المال المؤسس من قبل.
شركات الأموال
هنا تكون الشركة كيانًا مستقلًا عن الشركاء، مع مسؤولية محدودة برأس المال الذي أسهموا الشركاء بها، ومن أشهر شركات الأموال:
- الشركة المساهمة: من أكبر وأكثر الشركات تعقيدًا من بين أنواع الشركات، وتنقسم أسهمها إلى أسهم متساوية القيمة.
- الشركة المساهمة المبسطة: هو شكل جديد من الشركات يجمع بين مرونة الشركة ذات المسؤولية المحدودة وبعض مميزات الشركة المساهمة.
- الشركة ذات المسؤولية المحدودة: تتميز بمسؤولية محدودة للشركاء، وسهولة تأسيسها وإدارتها.
أنواع شركات أخرى
- الشركة المهنية : تقتصر على ممارسة الأنشطة المهنية، مثل المحاماة، الهندسة، والطب.
- شركة غير ربحية : تهدف إلى تحقيق أغراض اجتماعية أو خيرية، ولكن ليس هدفها الربح.
- الشركة القابضة : تمتلك وتدير حصصًا في شركات أخرى.
- الشركات الأجنبية : هي التي أسسها مستثمرون أجانب في السعودية.
اقرأ المزيد: المحامي السعودي و 7 أنواع مختلفة
كيفية تأسيس شركة في السعودية؟
تشهد المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي بيئة جاذبة للاستثمار، خاصةً بعد التطورات الأخيرة في نظام الشركات السعودي الجديد؛ حتى تسهل على المستثمرين المحليين والأجانب إجراءات التأسيس، حيث تشمل الإجراءات كالتالي:
- في البداية يجب الاستعانة بمحامي متخصص في تأسيس الشركات، لتقديم المشورة القانونية اللازمة، وتسهيل الإجراءات عليك.
- ثم تحديد نوع الشركة، مثل شركة أشخاص، أموال، أو فردية للمواطنين السعوديين فقط.
- يعتمد اختيار نوع الشركة المناسب على عدة عوامل، مثل حجم الاستثمار، عدد الشركاء، طبيعة النشاط، ودرجة المسؤولية المطلوبة.
- إعداد المستندات، وهم عقد التأسيس، والذي يوضح نوع الشركة، اسمها، مقرها، نشاطها، رأس مالها، وحقوق وواجبات الشركاء.
- إلى جانب الهوية الوطنية لجميع الشركاء، السجل التجاري للشركاء غير السعوديين، وأيضًا إثبات سداد رأس المال المدفوع.
- اختيار اسم تجاري، ويكون متوافقًا مع اللوائح القانونية المعمول به في المملكة، ويعكس طبيعة النشاط.
- تحديد المقر، وتسجيل اسم الشركة، وأن يتوافق مع الأنشطة المرخصة.
- تحديد النشاط أيضًا بدقة متناهية، والحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة.
- تأتي أهم خطوة، وهي التسجيل في المنصة الوطنية الموحدة، وتقديم جميع المستندات المطلوبة.
- الحصول على السجل التجاري للشركة، وذلك بعد الموافقة على الطلب.
- التسجيل في الجهات الحكومية الأخرى، مثل الغرفة التجارية، الهيئة العامة للزكاة والضريبة، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
المزايا الضريبية للشركات في السعودية
في ظل تشجيع المملكة العربية السعودية الاستثمار وتنمية الاقتصاد، تقدم مجموعة من الحوافز الضريبية للشركات، سواء كانت محلية أو أجنبية، هذه الحوافز تتنوع وتتطور بشكل مستمر، مما يجعل بيئة الأعمال في المملكة جذابة بشكل متزايد، خاصةً بعد تعديل نظام الشركات السعودي ومنح بيئة استثمارية عظيمة، تشمل الآتي:
- تتمتع الشركات الصغيرة والمتوسطة بإعفاءات ضريبية خاصة لتشجيع نموها.
- منح القطاعات الاستراتيجية، مثل الصناعة والتكنولوجي أيضًا مزايا ضريبية؛ لتشجيع الاستثمار فيها.
- بالإضافة إلى المشاريع المشتركة بين المستثمرين السعوديين والأجانب على إعفاءات ضريبية.
شروط التأسيس والاستثمار للشركات الأجنبية في السعودية
في إطار النمو والتطور السريع التي تشهده المملكة، أصبحت بيئة استثمار جذابة، وباتت تستقطب شركات أجنبية عديدة تريد التوسع في أسواقها الواعدة، ولكن هناك مجموعة من الشروط واللوائح التي يجب على الشركات الأجنبية الالتزام بها عند الاستثمار في المملكة، من أهمها:
- الحصول على ترخيص استثمار من الهيئة العامة للاستثمار “ساجيا”، هذا الترخيص يحدد نوع النشاط المسموح به، حجم الاستثمار المطلوب، والشروط الأخرى.
- بعد الحصول على ترخيص الاستثمار، يجب على صاحب الشركة التسجيل في السجل التجاري السعودي.
- توفير رأس مال مدفوع وفقًا للشروط المحددة في الترخيص.
- كما يجب على الشركات الأجنبية الالتزام بنسب توطين محددة، من أجل تشجيع المواطنين على العمل والإنتاج.
- الالتزام بكافة الأنظمة واللوائح السعودية، بما في ذلك قوانين العمل، الضرائب، والجودة.
كيف ساهمت التكنولوجيا في تسهيل تأسيس الشركات؟
تزامنًا مع توفير بيئة مرنة للاستثمار وتأسيس الشركات بمرونة أكثر، ساعدت التكنولوجيا كثيرًا في تسهيل وتبسيط إجراءات التأسيس، من خلال الآتي:
استخدام التحول الرقمي وأتمتة العمليات
- توفر المملكة الآن خدمات التسجيل الإلكتروني للشركات، مما يسمح بتقديم الطلبات والمستندات المطلوبة عبر الإنترنت وتتبع سير الإجراءات بسهولة.
- اعتماد التوقيع الإلكتروني، مما يقلل من الحاجة للتوقيعات الورقية ويسرع من عملية إتمام المعاملات.
- دفع الرسوم الحكومية والمصروفات الأخرى المرتبطة بتأسيس الشركة عبر الإنترنت؛ باستخدام بطاقات الائتمان أو التحويلات البنكية.
المنصات الإلكترونية المتخصصة
- توفير منصات إلكترونية؛ لتقدم خدمات متكاملة لتأسيس الشركات، بدءًا من اختيار الاسم التجاري وحتى الحصول على التراخيص اللازمة.
- كما تتيح السجلات التجارية الإلكترونية الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالشركات، مثل السجل التجاري، الشركاء، والنشاط التجاري.
التواصل الفعال
- من خلال البريد الإلكترون الذي يسهل التواصل مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأخرى، مما يوفر الوقت والجهد.
- إجراء الاجتماعات والمناقشات مع المستشارين القانونيين والمحاسبين عبر الإنترنت، وهذا يقلل من الحاجة إلى السفر.
التحليلات والبيانات
- توفر أدوات تحليلية تساعد رواد الأعمال على اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على البيانات المتاحة.
- استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي؛ لتحليل البيانات والمعلومات وتقديم رؤى قيمة حول السوق والعملاء.
يهمك أيضًا: افضل محامي في جدة قائمة ب 5 منهم

طرق استفادة الشركات الصغيرة والمتوسطة من النظام الجديد
يمثل نظام الشركات الجديد في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في بيئة الأعمال والاستثمار، حيث يوفر تسهيلات عديدة ومرونة للشركات، خاصةً الناشئة والمتوسطة، لذا حان الوقت من استغلال هذا النظام الجديد:
- تأسيس الشركات وتقديم طلبات التأسيس بسهولة أكثر.
- تنوع الاستثمارات في القطاعات الواعدة، خاصةً التي تشجعها الحكومة السعودية، وبالتالي الحصول على حوافز ضريبية وتسهيلات أخرى.
- الوصول إلى مصادر التمويل، من خلال الاستفادة من التسهيلات التي تقدمها الحكومة للشركات الصغيرة والمتوسطة للحصول على التمويل.
- بناء شراكات استراتيجية مع شركات عالمية؛ لتعزيز حضورك في الأسواق المحلية والعالمية.
خاتمة
نظام الشركات السعودي الجديد يمثل خطوة هامة نحو بناء اقتصاد مزدهر قائم على المعرفة والابتكار، حيث يشجع على تأسيس الشركات الناشئة ودعم رواد الأعمال، كما أنه يساهم في تعزيز الشفافية والمسئولية في القطاع الخاص، وبالتالي يعزز الثقة في بيئة الأعمال والاستثمار.
أسئلة شائعة
ما الفرق بين نظام الشركات الجديد والقديم؟
يهدف نظام الشركات الجديد في السعودية إلى تسهيل إجراءات التأسيس، توسيع خيارات أشكال الشركات، تعزيز الحوكمة الرشيدة، مما يخلق بيئة استثمارية أكثر جاذبية ومرونة مقارنةً بالنظام القديم الذي كان أكثر صرامة وأقل مرونة.
هل يجوز إخراج شريك من شركة ذات مسؤولية محدودة؟
نعم، يجوز إخراج شريك من شركة ذات مسؤولية محدودة في السعودية وفقًا لنظام الشركات الجديد، عن طريق بيع حصته لشريك آخر أو لشخص خارجي بما يتناسب مع الإجراءات القانونية المنصوص عليها في النظام
[…] يهمك أيضًا: نظام الشركات السعودي الجديد وتوجهات رؤية 2030 […]
[…] لا يفوتك: نظام الشركات السعودي الجديد وتوجهات رؤية 2030 […]
[…] لا يفوتك: نظام الشركات السعودي الجديد وتوجهات رؤية 2030 […]
[…] البدء بالعمل بالنظام الجديد للشركات في السعودية بداية من التاسع عشر من يناير لعام 2023م، […]