عند تأسيس كيان تجاري في المملكة، يواجه المستثمرون خيارين أساسيين وهما فهم الفرق بين الشركة والمؤسسة، حيث لكل منهما خصائص قانونية ومالية تؤثر على طبيعة النشاط التجاري وإدارته، ولذلك حدد نظام الشركات السعودي الفروقات بينهما من حيث المسؤولية القانونية، رأس المال، والإجراءات التنظيمية، فإذا كنت تتطلع إلى بدء مشروعك، فمن الضروري فهم الفرق بينهما لاختيار الهيكلة المناسبة التي تتوافق مع أهدافك التجارية و رؤيتك المستقبلية.
ما هو تعريف الشركة؟
هي كيان قانوني مستقل يتم تأسيسه من قبل شخصين أو أكثر بهدف ممارسة أنشطة تجارية، صناعية، أو خدمية وتحقيق الأرباح، تتميز أيضًا بأنها تمتلك حقوقًا والتزامات منفصلة عن أصحابها أو مؤسسيها، مما يعني أن الشركة يمكنها امتلاك الأصول و توقيع العقود، تحمل المسؤولية القانونية عن الديون والتزاماتها.
تختلف الشركات في أنواعها بناءً على الهيكل التنظيمي من الشركات المساهمة، الشركات ذات المسؤولية المحدودة، والشركات التضامنية، كل نوع منها يحدد كيفية توزيع الأرباح و إدارة الشركة، تحمل المسؤوليات القانونية بين الشركاء أو المساهمين.
ما هو المقصود بالمؤسسة؟
هي كيان تجاري مملوك بشكل فردي أو جماعي، يتم إنشاؤه بهدف القيام بنشاط اقتصادي مثل تقديم خدمات أو بيع منتجات، تختلف عن الشركة، فهي ليست كيانًا قانونيًا منفصلًا عن مالكها، مما يعني أن المالك يتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع الديون والالتزامات المالية الخاصة بالمؤسسة، تعد المؤسسة الخيار الشائع بين رواد الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
يهمك أيضًا// نظام الشركات السعودي الجديد وتوجهات رؤية 2030

هل تختلف أهداف الشركة عن المؤسسة؟
الفرق بين الشركة والمؤسسة من ناحية الأهداف، ربما يكون متشابهة من حيث السعي لتحقيق الربح وتنمية الأعمال التجارية، ولكن الفرق يكمن في طريقة تحقيق هذه الأهداف والهيكل التنظيمي الذي يحدد كيفية إدارتها وتحقيقها:
أهداف الشركة
- تسعى الشركات للتوسع، جذب مستثمرين، وزيادة حصتها في السوق، إلى جانب تحقيق أرباح على المدى الطويل وتوزيعها على المساهمين أو الشركاء.
- من الأهداف الأساسية للشركات أيضًا هو حماية المالكين أو المساهمين من تحمل المسؤولية الشخصية عن ديون الشركة.
- السعي المستمر لتحقيق شراكات طويلة الأجل، بغض النظر عن تغيير المالكين أو الأعضاء.
أهداف المؤسسة
- الهدف الرئيسي للمؤسسات هو إدارة الأعمال بشكل مباشر من قبل المالك مع تحقيق أرباح سريعة.
- كذلك تسعى المؤسسات خاصةً المؤسسات الفردية، الحفاظ على البساطة في العمليات الإدارية واتخاذ القرارات.
- تميل إلى التركيز على الأسواق المحلية أو الإقليمية، بدلاً من التوسع الكبير الذي تسعى إليه الشركات.
- يسعى أصحابها إلى توفير دخل ثابت لأنفسهم وأسرهم من خلال إدارة العمل بشكل مباشر.
المسؤوليات القانونية بين الشركات والمؤسسات
يمثل الفرق بين الشركة والمؤسسة في المسؤوليات القانونية التي تختلف بين الشركات والمؤسسات بناءً على الهيكل التنظيمي لكل منهما، إليك الفروق الرئيسية:
أولًا: المسؤولية القانونية في الشركات
- الشركات ذات المسؤولية المحدودة: تكون مسؤولية المالكين أو الشركاء محدودة بقدر مساهمتهم في رأس المال، في حال تعرض الشركاء لديون أو خسائر، فإن المساهمين لا يتحملون مسؤولية شخصية عن ديون الشركة، بل تقتصر المسؤولية على قدر حصتهم في الشركة نفسها.
- الشركات المساهمة: ينطبق نفس مبدأ المسؤولية المحدودة على المساهمين، فهم لا يتحملون ديون الشركة بشكل شخصي، ويكونون مسؤولين فقط بمقدار استثماراتهم في الشركة.
- الشركات التضامنية: هذا النوع من الشركات، يكون الشركاء متضامنين فيما بينهم أي أنهم يتحملون المسؤولية عن الديون والالتزامات بالتساوي، وإذا لم تسدد الشركة ديونها، عليهم سداد ديون الشركة من ممتلكاتهم الشخصية.
ثانيًا: المسؤولية القانونية في المؤسسات
- المؤسسة الفردية: هو المالك الفردي الذي يتحمل المسؤولية القانونية الكاملة عن ديون والتزامات المؤسسة، في حال تعرض المؤسسة لخسائر أو ديون، يُعتبر المالك مسؤولًا بشكل شخصي، يتطلب الأمر سداد الديون من أصوله الشخصية إذا لزم.
- المؤسسة الجماعية: إذا كانت المؤسسة مملوكة لمجموعة من الأشخاص، فإنهم يتحملون المسؤولية القانونية بشكل مشترك، ولكن على الأغلب تبقى المسؤولية غير محددة مثل الشركات ذات المسؤولية المحدودة.
الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث التأسيس
الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث التأسيس يتعلق بالإجراءات والمتطلبات القانونية، وإليك توضيح الفرق:
تأسيس الشركة
- تتطلب الشركة وجود شخصين أو أكثر لتأسيسها وفي بعض الحالات قد تكون شركة ذات مسؤولية محدودة مملوكة لشخص واحد.
- يتطلب إعداد عقود قانونية مثل عقد التأسيس وتسجيل الشركة لدى وزارة التجارة والاستثمار، يتطلب الأمر تعيين إدارة مثل مجلس الإدارة في الشركات المساهمة.
- معظم الشركات تتطلب حدًا أدنى من رأس المال المُسجّل، خاصةً الشركات المساهمة والشركات ذات المسؤولية المحدودة.
- كما يحتاج إجراءات قانونية أكثر تعقيدًا، مثل تقديم النظام الأساسي للشركة وعقد الشراكة، تسجيل الشركة في السجل التجاري، والحصول على التراخيص الضرورية.
- بمجرد التأسيس تصبح الشركة كيانًا قانونيًا مستقلاً عن مؤسسيها أو مالكيها، مما يعني أنها تمتلك الحقوق والالتزامات الخاصة بها.
تأسيس المؤسسة
- تكون المؤسسة مملوكة لشخص واحد فقط، خاصةً في حالة المؤسسات الفردية.
- تأسيس المؤسسة الفردية يكون عادةً أكثر سهولة وسرعة مقارنة بتأسيس شرك.
- يتطلب ذلك فقط تسجيل النشاط التجاري في السجل التجاري لدى وزارة التجارة والحصول على التراخيص المناسبة.
- لا يتطلب التأسيس رأس مال كبير، وغالبًا ما يكون غير محدد رسميًا.
- المؤسسة الفردية ليس لديها كيان قانوني منفصل عن مالكها، مما يعني أن المالك مسؤول بشكل مباشر عن كافة الالتزامات والديون.
- المالك الفردي يكون هو المتحكم الوحيد في اتخاذ القرارات وإدارة المؤسسة، دون الحاجة إلى الشركاء أو مجلس إدارة.
رسوم الشركة والمؤسسة
يعتمد الفرق بين الشركة والمؤسسة في الرسوم، وأيضًا على نوع الكيان ومتطلبات التسجيل والضرائب، وفيما يلي مقارنة بسيطة:
رسوم تسجيل الشركة
تختلف حسب نوع الشركة مساهمة، ذات مسؤولية محدودة، تضامنية، حيث تكون عادةً رسوم تأسيس الشركات أعلى من المؤسسات، خاصةً للشركات ذات المسؤولية المحدودة أو المساهمة.
- رسوم السجل التجاري: تصل رسوم إصدار السجل التجاري الرئيسي للشركات حوالي 2000 ريال سعودي سنويًا، بالإضافة إلى رسوم الغرفة التجارية التي تعتمد على نوع النشاط وحجم رأس المال.
- الزكاة أو الضرائب: تدفع الشركات الزكاة سنويًا بمقدار 2.5% من الأرباح الخاضعة من الهيئة العامة للزكاة والدخل، إذا كان للشركة مستثمرين أجانب، فإنها قد تدفع ضريبة دخل بنسبة 20%.
- التأمينات الاجتماعية: إذا كانت الشركة توظف عاملين، فعليها دفع رسوم التأمينات الاجتماعية.
رسوم تسجيل المؤسسة
رسوم تأسيس المؤسسة أقل بكثير مقارنةً بالشركات، حيث تسجيل المؤسسة الفردية يكون برسوم بسيطة تتراوح بين 200 إلى 800 ريال سعودي تقريبًا حسب النشاط.
- رسوم السجل التجاري: تبلغ رسوم إصدار السجل التجاري الرئيسي للمؤسسة بنحو 200 ريال سعودي سنويًا، بالإضافة إلى رسوم الغرفة التجارية التي تعتمد على النشاط وحجم رأس المال.
- الزكاة والضريبة: تدفع المؤسسات الفردية الزكاة بنسبة 2.5% من الأرباح الخاضعة للزكاة مثل الشركات.
- التأمينات الاجتماعية: إذا كانت المؤسسة توظف عاملين، يجب عليها أيضًا دفع رسوم التأمينات الاجتماعية.
اقرأ المزيد// محامي الشركات في السعودية.. تعرف على أهم 7 مهام

أيهما أفضل في الاستثمار الشركة ام المؤسسة؟
الاختيار بين الاستثمار بين الشركة أو المؤسسة يعتمد على عدة عوامل تتعلق بنوع النشاط، حجم الاستثمار وتحمل المخاطر، إليك مقارنة بين الخيارين لمساعدتك في تحديد الأنسب لك:
أولًا: الشركة
- مناسبة للاستثمارات الكبيرة وخاصةً الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو المساهمة، أو إذا كنت تنوي إلى توسيع نشاطك بسرعة.
- المستثمرون في الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو المساهمة يكونون محميين قانونيًا من المسؤولية الشخصية عن ديون الشركة، هذا يعني أن الخسائر تقتصر على المبلغ المستثمر فقط.
- لدى الشركات قدرة أكبر على جمع رأس المال من خلال الشركاء أو المساهمين، ويمكنها أيضًا الحصول على تمويل من البنوك بسهولة أكبر.
- كما توفر بيئة أكثر ملائمة للنمو السريع والتوسع المحلي أو الدولي، مما يجعلها خيارًا جيدًا للاستثمارات التي تتطلب طموحات كبيرة.
- على الرغم من أنها تتطلب إجراءات قانونية وإدارية معقدة، إلا أن الهيكل المؤسسي للشركة يسمح بتوزيع المسؤوليات واتخاذ القرارات بشكل أكثر تنظيمًا.
ثانيًا: المؤسسة
- المؤسسة الفردية أو المؤسسات الصغيرة مناسبة للأشخاص الذين يرغبون في إدارة مشروع صغير دون تعقيدات قانونية وإدارية كبيرة.
- ولذلك المؤسسات أسهل وأقل تكلفة في التأسيس مقارنةً بالشركات، فهي تتطلب إجراءات أبسط ولا تحتاج إلى رأس مال كبير.
- يكون المالك هو المسؤول الوحيد عن اتخاذ القرارات وإدارة العمل، مما يتيح له مرونة أكبر في التحكم بالأمور.
- من عيوب المؤسسات أن المالك يتحمل المسؤولية الكاملة عن ديون والتزامات المؤسسة، وهذا يعني أن أصوله الشخصية تكون في خطر في حالة الخسارة.
- غالبًا تواجه المؤسسات صعوبة في جذب التمويل من البنوك أو المستثمرين؛ لأن رأس المال يعتمد عادةً على الفرد أو المجموعة الصغيرة.
ثالثًا: أيهما أفضل للاستثمار؟
- إذا كنت تخطط لاستثمار صغير نسبيًا وتبحث عن مرونة وسهولة في الإدارة مع تكلفة تأسيس منخفضة، فإن المؤسسة تكون الخيار الأنسب .
- أما إذا كنت تستهدف استثمارًا أكبر، وتبحث عن حماية قانونية لنفسك كمستثمر مع قدرة على التوسع والحصول على تمويل، فإن الشركة ستكون الخيار الأفضل .
خاتمة
فهم الفرق بين الشركة والمؤسسة في النظام السعودي يعد أمرًا أساسيًا لاتخاذ القرار الصحيح عند تأسيس كيانك التجاري، سواء كنت تبحث عن المرونة والملكية الفردية التي توفرها المؤسسة، أو الشراكة والمسؤولية المحدودة التي تمنحها الشركة، فإن اختيارك يجب أن يتماشى مع أهدافك ورؤيتك المستقبلية لتحقيق النجاح والاستدامة في السوق السعودي.
أسئلة شائعة
متى تصبح المؤسسة شركة؟
عندما يتم تسجيلها رسميًا في السجل التجاري وتلتزم بالقوانين الخاصة بالشركات، مثل تحديد هيكلها التنظيمي وتوزيع المسؤوليات والمكاسب بين الأعضاء المؤسسين
ما هي أشكال الشركات في النظام السعودي؟
تتضمن أشكال الشركات في النظام السعودي: الشركة المساهمة، الشركة ذات المسؤولية المحدودة، الشركة التضامنية، والشركة التوصية البسيطة.
[…] اقرأ المزيد// الفرق بين الشركة والمؤسسة في النظام السعودي […]