يعد قانون حماية البيانات الشخصية في السعودية أحد الركائز الأساسية في تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي وحق الأفراد في الخصوصية، يهدف هذا القانون إلى تنظيم آليات جمع البيانات واستخدامها ومعالجتها، بما يضمن حقوق الأفراد ويمنع إساءة استخدامها، خاصةً في زمن أصبح فيه الأمان الرقمي ضرورة يومية، ليكون العمود الفقري لبناء بيئة رقمية أكثر أمانًا واستدامة.
ما هو قانون حماية البيانات؟
قانون حماية البيانات الشخصية في المملكة هو نظام تم إصداره لحماية خصوصية الأفراد وتنظيم طريقة جمع ومعالجة البيانات الشخصية، تم اعتماد هذا القانون في سبتمبر 2021 م، على أن تقوم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا بالإشراف على تنفيذه.
أهداف قانون حماية البيانات الشخصية في السعودية
- يهدف إلى حماية الأفراد من إساءة استخدام بياناتهم وضمان استخدامها بطريقة عادلة وآمنة.
- ينظم القانون عند جمع البيانات وتخزينها ومشاركتها.
- يمنح الأفراد حقوقا واضحة مثل الحق في معرفة كيفية استخدام بياناتهم، وطلب تصحيحها أو حذفها، وسحب الموافقة على استخدامها في أي وقت.
- ولذلك شمل القانون أنواعًا مختلفة من البيانات مثل البيانات الشخصية العامة كالأسماء وأرقام الهوية.
- وأيضًا البيانات الحساسة مثل المعلومات الصحية والمصرفية.
لا يفوتك// افضل مكتب محاماة في الرياض 2025… دليلك للخدمات القانونية المتكاملة والاحترافية

ما هي طرق حماية البيانات الشخصية؟
تعددت طرق حماية البيانات الشخصية، وأصبحت ضرورة أساسية بين أفراد المجتمع، لذا تختلف حسب البيئة التي يتواجد بها البيانات وإليك أبرز الطرق لتحقيق ذلك:
- أن تكون كلمات المرور طويلة ومعقدة وتحتوي على أرقام ورموز وحروف صغيرة وكبيرة.
- تفعيل ميزة التحقق بخطوتين يضيف طبقة إضافية من الأمان للحسابات الرقمية.
- تأكد من تحديث البرامج والتطبيقات ونظم التشغيل لتفادي الثغرات الأمنية.
- لا تنقر على روابط غير معروفة أو غير موثوقة، لأنها تحتوي على برامج خبيثة.
- تشفير البيانات يضمن أنها غير قابلة للقراءة عند نقلها بين الأجهزة.
- تجنب مشاركة بياناتك الشخصية على الإنترنت إلا عند الضرورة القصوى.
- قم بضبط إعدادات الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات.
- استخدام برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية يساعد على الكشف عن التهديدات.
ما هي حقوق أصحاب البيانات الشخصية؟
تتضمن حقوق أصحاب البيانات الشخصية، مجموعة من الحقوق التي يضمنها لهم نظام حماية البيانات الشخصية، بهدف الحفاظ على خصوصيتهم وتمكينهم من التحكم في بياناتهم، وتشمل هذه الحقوق ما يلي:
- يحق للفرد أن يعرف أن بياناته الشخصية تجمع وتعالج، والغرض من جمعها، والجهة المسؤولة عنها.
- يستطيع صاحب البيانات طلب الاطلاع عليها والحصول على نسخة منها.
- كما يحق للفرد طلب تصحيحها إذا كانت غير صحيحة أو غير مكتملة.
- يتسنى لصاحب البيانات طلب حذفها في حال لم تعد هناك حاجة قانونية أو نظامية للاحتفاظ بها.
- يمكن للفرد سحب موافقته على معالجتها في أي وقت، ما لم تكن هناك ضرورة قانونية للاستمرار في المعالجة.
- يحق لصاحبها الاعتراض على معالجتها أسباب تتعلق بوضعه الخاص، أو في حال استخدام البيانات لأغراض تسويقية.
- في حال تم انتهاك أي من الحقوق، يمكن للفرد تقديم شكوى إلى الجهة المختصة مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي .
- كما يحق للفرد ألا يكون موضوعًا لقرارات تعتمد فقط على المعالجة الآلية، مثل التقييم الآلي دون تدخل بشري.
ما هي الحالات التي تستلزم الحصول على موافقة خطية؟
في نظام حماية البيانات الشخصية في المملكة، هناك حالات يشترط فيها الحصول على موافقة خطية صريحة من صاحب البيانات قبل جمع أو معالجة بياناته، وذلك لضمان الشفافية والخصوصية، ومن أبرز هذه الحالات:
- يجب الحصول على موافقة صريحة قبل جمع البيانات، خاصةً إذا لم تكن هناك ضرورة نظامية أو تعاقدية تلزم بجمعها.
- لا يجوز معالجة البيانات الحساسة مثل البيانات الصحية، الدينية، العرقية، أو البيومترية، إلا بعد الحصول على موافقة خطية واضحة، إلا في حالات استثنائية حددها النظام
- في حال رغبة الجهة في استخدام البيانات الشخصية لإرسال عرض أو إعلانات، يجب الحصول على الموافقة من صاحبها.
- في بعض الحالات، يتطلب النظام الحصول على الموافقة قبل إرسال البيانات إلى جهة أو خادم خارج السعودية، ما لم تكن هناك استثناءات نظامية.
- إذا كانت البيانات ستنقل أو تشارك مع جهة أخرى غير الجهة التي جمعتها، يجب إعلام صاحبها والحصول على موافقته الخطية أولًا.
- أنظمة القبول و التوظيف أو منح الائتمان التي تعتمد على تحليل البيانات دون تدخل بشري.
الحالات التي لا تسري فيها أحكام القانون
إليك الحالات التي تستثنى فيها أحكام قانون حماية البيانات الشخصية بشكل واضح ومحدد:
الاستخدام الشخصي
إذا كان الفرد يستخدم بياناته لأغراض شخصية بحتة وغير تجارية، فإن القانون لا يسري على هذا النوع من الاستخدام.
الأمن الوطني والمصلحة العامة
البيانات التي تستخدم لتحقيق أهداف الأمن الوطني أو لحماية المصالح العامة تستثنى لضمان سلامة المجتمع والدولة.
الأغراض البحثية والإحصائية
التي تستخدم في الدراسات البحثية أو الإحصائية، بشرط أن تكون مجهولة المصدر، بحيث لا يمكن التعرف على أصحابها.
الالتزام بقوانين أخرى
هناك قوانين أخرى تتطلب معالجة البيانات الشخصية، مثل قوانين الصحة أو العمل، فإن هذه القوانين تكون ذات الأولوية في التطبيق.
النشاط الإعلامي والصحفي
البيانات الشخصية التي تستخدم لأغراض إعلامية أو صحفية تستثنى، مما يضمن حرية التعبير، بشرط عدم الإساءة للخصوصية.
إجراءات الطوارئ
في بعض حالات الطوارئ مثل الكوارث الطبيعية أو الأزمات الصحية، يكون استخدام البيانات الشخصية ضروريًا دون التقيد الكامل بالقانون.
التحديات في تطبيق قانون حماية البيانات الشخصية
يواجه تطبيق قانون حماية البيانات الشخصية في السعودية بعض التحديات التي تؤثر على فعاليته، ومن أبرز هذه التحديات:
التقنيات المتطورة والبيئة الرقمية المتغيرة
مع التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يصعب مواكبة التحديثات المستمرة، هذا يعرض النظام لأزمات تتعلق بكيفية تطبيق القوانين على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة.
التوعية بالحقوق والواجبات
على الرغم من وجود القانون فإن الكثير من الأفراد والمنظمات قد لا يكون لديهم الوعي الكافي بحقوقهم وواجباتهم بموجب هذا النظام، مما يؤدي إلى تكاسل في الامتثال أو استخدام البيانات بشكل غير قانوني.
التنسيق بين الجهات المختلفة
يتطلب القانون التعاون والتنسيق بين عدة جهات حكومية وخاصةً لمراقبة تطبيقه، لكن غياب التنسيق الكامل بين هذه الأطراف قد يعيق فعالية التنفيذ.
مخاطر اختراق البيانات و التسريبات
لا يزال هناك تحدي في حماية البيانات من محاولات الاختراق والهجمات الإلكترونية، مما يعرض البيانات الشخصية لخطر التسريب أو الاستخدام غير المشروع.
التوافق مع الأنظمة الدولية
العديد من البيانات الشخصية تتجاوز الحدود الوطنية، يواجه القانون تحديًا في كيفية التنسيق مع التشريعات العالمية المتعلقة بحماية البيانات، مثل قانون حماية البيانات العامة في الاتحاد الأوروبي GDPR.
مخاوف الاستخدام التجاري للبيانات
العديد من الشركات قد تجد صعوبة في التوازن بين استخدام البيانات لتحسين خدماتها وبين حماية خصوصية الأفراد، مما يؤدي إلى تحديات قانونية فيما يخص الشفافية والموافقة الصريحة.
يهمك أيضًا// كل ما تود معرفته عن نظام العمل السعودي 2025 والتحديثات الجديدة

عقوبة ارتكاب مخالفات قانون حماية البيانات الشخصية
تتضمن عقوبات مخالفة قانون حماية البيانات الشخصية في المملكة مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى حماية خصوصية الأفراد تعزيز حماية الخصوصية وضمان استخدام البيانات الشخصية بالشكل الصحيح والآمن، وتشمل العقوبات ما يلي:
- الغرامات المالية: تصل إلى 5 مليون ريال سعودي في حال حدوث مخالفة جسيمة تتعلق بالبيانات الشخصية، مثل جمع البيانات دون موافقة صاحبها أو عدم تأمين البيانات بشكل كافي.
- الجزاءات الإدارية: تشمل تحذيرات أو فرض قيود على الشركات أو الجهات التي تخالف القوانين المعمول بها في حماية البيانات.
إيقاف النشاط - في بعض الحالات، يمكن إيقاف النشاط التجاري أو إلغاء تراخيص الأنشطة التي تنتهك النظام.
- السجن: كما تشمل العقوبات السجن لفترات معينة في حال وجود مخالفات كبيرة أو متعمدة تنطوي على انتهاك خطير للبيانات الشخصية.
خاتمة
يُعد قانون حماية البيانات الشخصية في السعودية خطوة هامة نحو تعزيز خصوصية الأفراد وتنظيم معالجة البيانات وفقًا لأعلى المعايير العالمية، حيث يهدف هذا القانون إلى ضمان حقوق أصحاب البيانات، الحد من الممارسات السلبية، وتعزيز الثقة في التعاملات الرقمية، مما يسهم في بناء بيئة رقمية آمنة ومتطورة.
أسئلة طرحها الآخرون
ما هو القانون الذي يحمي الخصوصية الشخصية وحقوق الأفراد؟
القانون الذي يحمي الخصوصية الشخصية وحقوق الأفراد هو قانون حماية البيانات الشخصية، والذي يهدف إلى تنظيم جمع ومعالجة البيانات وضمان حقوق الأفراد في التحكم بمعلوماتهم الشخصية.
ما هي البيانات الحساسة؟
تشمل البيانات الشخصية الحساسة معلومات مثل الأصل العرقي، المعتقدات الدينية، البيانات الصحية، البيانات المالية، والبيانات البيومترية التي تحدد الهوية.