نظام الاثبات السعودي

كل ما تود معرفته عن نظام الاثبات السعودي الجديد 1446

يعد نظام الاثبات السعودي هو أحد الأنظمة القانونية الهامة التي تهدف إلى تنظيم عملية إثبات الحقوق والواجبات في المملكة، حيث يعتمد على تحقيق العدالة وحماية الحقوق الخاصة والعامة للأفراد والمؤسسات بشكل فعال وسريع، تم تحديث هذا النظام ليتماشى مع أحدث المستجدات في عالم التقنيات والإجراءات القضائية، خطوة نحو مواكبة التطورات العالمية في تحقيق العدالة.  

ما هو نظام الاثبات السعودي الجديد؟

تم إقرار نظام الاثبات السعودي الجديد بموجب مرسوم ملكي في 26 جمادى أول 1442 هـ الموافق 30 ديسمبر 2021م، يهدف إلى تنظيم إجراءات الإثبات في المحاكم وتحديد الأدلة التي يمكن قبولها، مع مراعاة التطورات التقنية والاجتماعية،  تطوير وتحسين النظام القضائي السعودي، وتعزيز استخدام التكنولوجيا في الإجراءات القانونية.

لا يفوتك// أفضل مكتب محامي في السعودية.. دليلك للاختيار الصحيح

نظام الاثبات السعودي
نظام الاثبات السعودي

أبرز ملامح نظام الاثبات السعودي

  • يسمح بقبول الأدلة الرقمية مثل رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، وملفات الصوت والفيديو المسجلة، بشرط أن تكون تلك الأدلة موثوقة ومطابقة للمعايير القانونية.
  • يعترف بالمستندات الإلكترونية مثل العقود الرقمية والمراسلات الإلكترونية كأدلة قانونية.
  • يشمل وسائل الإثبات المعترف بها الشهادات والقرائن، فضلاً عن الوسائل التقنية الحديثة مثل البصمة الصوتية والفيديو.
  • يحدد آليات الطعن في الأدلة ويضع معايير لتقييم قوتها وصحتها.
  • يتضمن تنظيماً دقيقًا في جميع الإجراءات المتعلقة بالإثبات، ويحدد كيفية تقديم الأدلة في المحكمة وكيفية فحصها واعتمادها.

ما هي طرق الاثبات في النظام السعودي؟

في نظام القضاء السعودي توجد عدة طرق للإثبات التي يمكن استخدامها في المحاكم لإثبات الحقوق والادعاءات، وفقًا لما ينص عليه نظام الإثبات السعودي الجديد، تتنوع هذه الطرق بين الأدلة التقليدية والتقنيات الحديثة، وتشمل:

الإقرار

هو إخبار الشخص بحق عليه أو لغيره، ويعد من أقدم وسائل الإثبات في القانون السعودي، إذا اعترف شخص بحقيقة معينة أمام المحكمة، يمكن أن يعتبر ذلك إثباتًا للواقعة المدعاة.

الشهادة

هي شهادة الأشخاص في ما يتعلق بوقائع معينة أو معلومات ذات صلة بالقضية، يجب أن يكون الشاهد أهلاً للشهادة، ويجب أن تكون شهادته موثوقة وواضحة.

الكتابة 

تعد المستندات والوثائق المكتوبة من الأدلة القوية في النظام السعودي، تشمل العقود المكتوبة، التقارير الرسمية، المراسلات، وغيرها من الوثائق التي تحتوي على معلومات متعلقة بالقضية.

القرائن

هي أدلة غير مباشرة يتم من خلالها استنتاج وقوع حادثة أو واقعة معينة بناءً على توافر مجموعة من الدلائل المؤيدة، تتنوع القرائن، مثل قرائن السلوك أو قرائن الظروف.

اليمين

هي طريقة قانونية يتم فيها إلزام الشخص بالتعهد أمام المحكمة حول صدق أقواله بخصوص مسألة معينة، يمكن أن تطلب اليمين من الشخص الذي ينكر أو يرفض تقديم دليل.

الخبرة

تستعين المحكمة في بعض الأحيان بخبراء متخصصين في مجالات معينة لتقديم آراء فنية أو علمية بخصوص القضية المطروحة، هؤلاء الخبراء يمكن أن يساعدوا في توضيح مسائل معقدة يتعذر على القاضي فهمها بمفرده.

ما هي أقوى وسائل الإثبات؟

إضافةً إلى ما سبق، هناك أدلة قانونية تعتمد عليها المحاكم والجهات الرسمية في نظام الاثبات السعودي ومن ثم تأكيد الحقائق، حيث لكل منها تمثل دورًا حاسمًا في تحقيق العدالة وإثبات صحة الادعاءات، تشمل الآتي:

الأدلة الإلكترونية

مع تطور التكنولوجيا أصبح من الممكن استخدام الأدلة الرقمية كوسيلة من وسائل الإثبات القانونية، وذلك بشرط أن تكون موثوقة وتحترم الضوابط القانونية.

البصمة الصوتية والفيديو

يمكن أن تستخدم كأدلة في القضايا التي تتطلب إثبات الهوية أو تقديم تفاصيل دقيقة عن حادثة معينة، وذلك إذا تم إثبات صحتها في المحكمة.

التسجيلات الصوتية والمرئية

هى التي تم الحصول عليها عبر الوسائل الإلكترونية يمكن أن تكون وسيلة لإثبات الوقائع إذا كانت صحيحة وقانونية.

المعاينة

هي زيارة الموقع أو المكان الذي وقع فيه الحدث أو الواقعة من قبل القاضي أو المحكمة أو الخبير لتقديم دليل مادي يدعم القضية.

التوثيق الحكومي

الوثائق الصادرة عن الجهات الحكومية، مثل التراخيص، السجلات العقارية، السجلات التجارية، وغيرها من الوثائق الرسمية، تعد دليلًا معترفًا به في نظام الاثبات السعودي.

التوقيع

في بعض الحالات، يمكن إثبات صحة التوقيع في المستندات القانونية باستخدام التوقيع الإلكتروني أو التوقيع اليدوي بما يتوافق مع القانون.

من هم الذين لا تقبل شهادتهم في المحاكم السعودية؟

في النظام القضاء السعودي، هناك فئات معينة من الأشخاص الذين لا تقبل شهادتهم في المحاكم، وهذا يعتمد على عدة معايير تتعلق بالأهلية والنزاهة، من أبرز الفئات:

المدينون والمحكوم عليهم في قضايا معينة

الأشخاص الذين عليهم دين في القضية المطروحة أو الذين محكوم عليهم في قضايا معينة لا تقبل شهادتهم في القضية التي يكونون طرفًا فيها.

المتهمون في القضية

إذا كان الشخص متهمًا في القضية التي تنظر أمام المحكمة، فإن شهادته لا تقبل في تلك القضية، المتهم في قضية معينة لا يمكنه أن يكون شاهدًا على وقائع تتعلق بالقضية نفسها.

الأطفال 

الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد عادةً سن 15 سنة لا تقبل شهادتهم بشكل عام في المحاكم السعودية، وذلك في بعض الحالات الاستثنائية تقبل الشهادة من هم دون هذا السن إذا كانت هناك ظروف خاصة.

 المجانين 

الأشخاص الذين يعتبرون مجانين أو فاقدين للأهلية العقلية لا تقبل شهاداتهم، وذلك لأن العقلية السليمة شرط أساسي لتقديم الشهادة في المحكمة.

الأشخاص الذين لهم مصلحة في القضية

إذا كان الشخص له مصلحة شخصية أو مصلحة مباشرة في القضية المطروحة أمام المحكمة، فلا تقبل شهادته، يشمل ذلك الأشخاص الذين يؤثر شهادتهم بشكل غير محايد على نتيجة القضية، مثل الشهادات التي تأتي من الأطراف المقربين الذين لديهم مصلحة في الحكم لصالحهم.

الزوج والزوجة

في بعض الحالات، لا تقبل شهادة الزوج أو الزوجة في القضايا التي يكون فيها الزوجان أطرافًا في النزاع، يستثنى من ذلك حالات معينة مثل القضايا التي تتعلق بالجرائم أو في حالات تتطلب الشهادة بشكل خاص.

الأشخاص الذين وقع عليهم اليمين الكاذبة

إذا ثبت على شخص أنه أدى اليمين الكاذبة في محكمة سابقة، فإنه يمنع من تقديم شهادته في المحكمة مستقبلًا.

المتزوجون من نفس العائلة 

في بعض الحالات تعتبر الشهادة من أفراد الأسرة الواحدة مثل الأبناء ضد الآباء أو الإخوة ضد بعضهم غير مقبولة، خاصة إذا كانت الشهادة تضر بالعلاقات الأسرية أو تحمل تحيزًا عاطفيًا.

الفرق بين الإثبات في القضايا الجنائية والمدنية في نظام الإثبات السعودي

في نظام الاثبات السعودي، هناك فرق واضح بين الإثبات في القضايا الجنائية والمدنية، حيث تختلف طرق وشروط الإثبات بين النوعين من القضايا بناءً على طبيعة كل قضية ومتطلبات القانون، وفيما يلي توضيح الفروق الرئيسية:

أولًا: الهدف من الإثبات

  • القضايا الجنائية: هو إثبات الجريمة وتحديد الجاني من أجل توقيع العقوبة عليه وفقًا للقانون.
  • في هذه القضايا، تكون الأدلة أكثر صرامة لأن الحكم يتضمن عقوبات جزائية مثل السجن أو الغرامات أو حتى الإعدام في بعض الحالات.
  • القضايا المدنية: هو إثبات الحقوق والالتزامات بين الأفراد أو الكيانات القانونية، مثل الدعاوى المتعلقة بالديون، العقود، الملكية، أو الأضرار.
  • يكون الحكم عبارة عن تعويضات مالية أو تنفيذ عقوبات محددة مثل تسليم ملكية عقار أو دفع مبلغ معين.

ثانيًا: شروط الإثبات

  • القضايا الجنائية: يتم إثبات الجريمة بما لا يدع مجالًا للشك، هذا يعني أن الأدلة في القضايا الجنائية يجب أن تكون قوية ومتوافقة مع المعايير العالية.
  • حيث يتم التعامل مع حرية الأشخاص وسلامتهم، أي شك في الاتهام يؤدي إلى براءة المتهم.
  • القضايا المدنية: درجة اليقين في الإثبات لا تكون بنفس الصرامة كما في القضايا الجنائية.
  • كما يكفي إثبات الواقعة بقدر معقول من اليقين، يمكن قبول الإثبات بالقرائن والشهادات التي تكون أقل دقة مقارنة بالقضايا الجنائية.

ثالثًا: عبء الإثبات

  • القضايا الجنائية: يقع على الادعاء النيابة العامة، وهي ملزمة بإثبات التهم التي توجه إلى المتهم.
  • لا يمكن إدانة المتهم إلا إذا كانت الأدلة المقدمة من النيابة العامة كافية وثابتة لا يوجد أي شك.
  • كما يعتبر المتهم بريئًا حتى تثبت إدانته، لذلك يجب أن تكون الأدلة قاطعة وتثبت ارتكاب الجريمة بلا شك.
  • القضايا المدنية: يقع على المدعي، أي الشخص الذي يطالب بحقه، على المدعي أن يقدم الأدلة التي تثبت دعواه أو يثبت الحق المطالب به، ويجب عليه إثباته بدرجة معقولة من اليقين.

رابعًا: نوع الأدلة المقبولة

  • القضايا الجنائية: الأدلة يجب أن تكون ذات طابع قاطع وتؤدي إلى التحقيق في الجريمة بشكل محدد. 
  • الأدلة المادية مثل الأدلة الجينية، البصمات، السجلات الصوتية أو البصرية، والخبرة الفنية.
  • شهادة الشهود في الجرائم البالغة الأهمية مثل القتل أو السرقة، أن تكون الشهادات واضحة ومتوافقة مع الأدلة الأخرى.
  • القضايا المدنية: يمكن قبول مجموعة أكبر من الأدلة، مثل:
  • الوثائق المكتوبة العقود، الاتفاقات، أو الرسائل.
  • تكون الشهادات أكثر مرونة في القضايا المدنية ويمكن أن تؤخذ بمرونة أكبر مقارنة بالقضايا الجنائية.
  • يمكن استخدام القرائن في القضايا المدنية لتقديم أدلة داعمة.

خامسًا: الضمانات القانونية

  • القضايا الجنائية: يتمتع المتهم بضمانات قانونية أكبر نظرًا لأنه يواجه عقوبات جزائية تؤثر على حريته أو حياته، ويجب أن تتم محاكمته وفقًا للمعايير العادلة، مثلًا، حق المتهم في الدفاع، الاستعانة بمحامي، وعدم الإدانة إلا بناء على أدلة قاطعة.
  • القضايا المدنية: الضمانات القانونية تركز على العدالة في تحقيق الحقوق المالية، ولكن لا تكون بنفس الصرامة مثل القضايا الجنائية.

سادسًا: النتيجة القانونية للإثبات

  • القضايا الجنائية: في حالة إثبات الجريمة، تكون النتيجة هي إدانة المتهم وفرض العقوبة المناسبة، سواء كانت السجن أو الغرامات أو عقوبات أخرى، بناء على نوع الجريمة.
  • القضايا المدنية: في حال إثبات الحق، تكون النتيجة عادة التعويض المالي أو تنفيذ حكم محدد، مثل تسليم ملكية عقار أو دفع ديون أو فسخ عقد.

يهمك أيضًا// افضل مكتب محاماة في الرياض 2025… دليلك للخدمات القانونية المتكاملة والاحترافية

نظام الاثبات السعودي
نظام الاثبات السعودي

خاتمة

نظام الاثبات السعودي هو خطوة ضرورية في تطوير المنظومة العدلية، حيث يهدف إلى تعزيز الشفافية والعدالة في القضايا القانونية من خلال تنظيم وسائل الإثبات واعتماد الأدلة الرقمية.

أسئلة شائعة

هل يعتمد النظام على الأدلة الرقمية؟

نعم، تم إدراج الأدلة الرقمية كوسيلة إثبات معتمدة، مما يواكب التطورات التقنية الحديثة في المجال القانوني.

هل يمكن الطعن في الأدلة المقدمة؟

بالتأكيد، يتيح للأطراف حق الطعن في الأدلة، وهذا يضمن تحقيق العدالة من خلال مراجعة الأدلة المقدمة بشكل دقيق.

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *